افتتح الامس الساعة 18:30 مساءا برواق محمد الفاسي، التابع لوزارة الثقافة معرض للفنان التشكيلي مبارك عمان تحت شعار: (الأصل المؤجل)
المعرض عرف حضورا وازنا لثلة من النقاد والإعلاميين والمتتبعين من جمهور الفن، جاء في كتاب التقديم المصاحب للمعرض: مبارك عمّان المُولع بفكرة «أصل الشيء الفني» بوصفه حامل صفةٍ ومادةً مُشكَّلة وشكلاً مُدركاً، انتقل من مرحلة استلهام مرجعياته الطفولية ضمن نطاقها الشخصي الضيق ذي الصلة الوطيدة بأضغاث الذاكرة، إلى محطة البحث في الذاكرة الجمعية الإنسانية.
بديناميكية مسكونة بهاجس الشكل والحركة، يصوغ عمان في معرضه الأخير هذا، أسئلة ما قبل التاريخ ومعالمها، بدرجة عالية من التملك والإيجاد، في لقاء حار بالألوان يحيل على بنائيتها المخصوصة الأكثر التصاقا بالجوهر. صحيح أن الإبداع سيد حالاته.. وحالته داخل هذه التجربة التي تعلي من قلقها الهادر اتجاه السؤال والجمال هو تدمير مساحة الحذر وهي تتسلق الفعل الأهم داخل أي عملية إبداعية، وهو «تغيير الرؤية» الذي تنشده، وهو فعل يقتضي التسلح بترسانة من الجرأة إلى جانب المعارف والخبرات. يقول في حوار صحفي «كنت حريص على توسيع دائرة تداول آثاري التشكيلية، مشتغلا على معادلة الداخل/الخارج والباطن/الظاهر وفاتحا أعمالي التصويرية على مناهل جديدة باسترفاد فن ما قبل التاريخ ومقاربة آثار الطفولة والذاكرة البصرية وشذرات التخييل".
فتجارب الفنان مبارك عمان كتشكيلي متفرد باتت تستلهم عديد النقاد المعانقين لعالم التشكيل والإبداع، انطلاقا مما تحمله لوحاته من إعادة صياغة تاريخ إنسان ما قبل التاريخ. ففي أعماله تتحول الريشة لقلم ينقل تفاصيل تلك الفترة، والتي لم يصلنا منها غير نقوش صخرية، بتفاعله الاستثنائي معها تعود إلى الحياة. هكذا يحاور ذاكرتنا الموشومة ويعرض على أنظارنا أسرار مادة تلوينية قيد النشوء والتجلي، مكرسا حياته المهنية للتشكيل وحده وليس غير التشكيل دون أدنى تفكير في ارتياد أجناس تعبيرية أخرى.
المعرض يستمرّ إلى غاية 30 شتنبر 2014 والجدير بالذكر أنّه عرف تغطية إعلامية واسعة مما يؤشر بقوة أن التشكيل المغربي أخد يرتقي إلى مصاف أعلى ويسجل حضوره الانسيابي في المنابر الإعلامية وهذا عامل أساس، راجِعُهُ حيويّة التشكيليين الشباب الذين أخذوا على عاتقهم فاعل الانفتاح وتوسيع دائرة مقروئية اللوحة التشكيلية.